29 مارس، 2024

مازال ملف موظفين وتجار ورجال دين ومتقاعدين، فضح شريط “فيديو” في أكتوبر الماضي، الاشتباه في تأسيسهم شبكة لممارسة الجنس المثلي مع فتيان قاصرين يدرسون في السلك الثانوي الإعدادي، يعرف تطورات كبيرة، إذ بعد عثور الدرك الملكي ببويزكارن على “ضحية” هارب، فأدلى بأسماء جديدة، تسلم المركز القضائي للدرك بكلميم الملف، ونفذ اعتقالات جديدة، ليصل مجموع المشتبه فيهم، بحلول اليوم (الجمعة)، إلى 15 موقوفا، و29 مبحوثا عنه.

القضية، فجرها تسريب “فيديو” في أكتوبر الماضي، يظهر تاجرا معروفا بمنطقة بويزكارن في كلميم، يمارس ميوله الجنسي المثلي على تلميذ بالثانوية الإعدادية محمد الشيخ، ما استدعى من النيابة العامة، بعد انتشاره عبر تطبيق “الواتساب” وسط التلاميذ والسكان، فتح بحث، تكلفت بإنجازه الضابطة القضائية لسرية الدرك الملكي ببويزكارن.

وتبعا لذلك، يحكي مصدر مطلع لـ”تيلكيل – عربي”، استقدم التاجر والتلميذ “أحمد” إلى التحقيق، فأسفر الأمر عن اعترافات بأن “الفيديو” سربه شخص حاول ابتزاز التاجر به ماليا، وبأن الأمر يتعلق بدعارة الجنس المثلي، يقوم بها التلميذ مع زميل آخر له، وبأن زبنائهما من المغررين بالقاصرين، كثر، إذ علاوة على التاجر، يوجد موظف، وفقيه، وسائقو شاحنات الوزن الثقيل، فصدرت الأوامر عن النيابة العامة، بإيقاف كل من جاء ذكر اسمه، من قبل التلميذ والتاجر.

وبينما انتهت تلك المرحلة من الملف، إلى اعتقال خمسة أشخاص، غاب التلميذ الثاني المسمى “حمزة” عن الأنظار منذ ذلك الحين، فلم يجد الدرك الملكي، في انتظار الوصول إليه، غير إحالة الجزء الأول من المسطرة، والموقوفين، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير، الذي قرر متابعتهم أمام الجنايات، ووضعهم رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي.

وخلال الأسبوع الجاري، وصل الدرك الملكي إلى التلميذ الثاني الغائب عن الأنظار، فجرى إيقافه، وتكلف المركز القضائي للدرك الملكي بكلميم بالاستماع إليه، فأدلى بتفاصيل جديدة، وكشف أسماء شخصيات أخرى، تضم تجارا وموظفين ورجال دين محليين، وبأوامر من النيابة العامة، نفذت عمليات اعتقالات بمناطق كثيرة في محيط إقليمي كلميم وتزنيت وسيدي إفني، من قبيل إفران الأطلس الصغير، وبويزكارن، والأخصاص، ليصل عدد الموقوفين الجدد إلى 10 أشخاص.

وبينما، يضيف المصدر ذاته، بلغ مجموع الراشدين المشتبه في استغلالهم القاصرين جنسيا، على خلفية القضية، 15 موقوفا،  يتواصل البحث عن 29 شخصا آخرين، إلى غاية اليوم (الجمعة)، ما يرشح القضية، إلى أن تصنف أكبر شبكة في العقود الأخيرة، للاعتداءات الجنسية المثلية على القاصرين بجنوب المغرب.

وتفيد بعض معطيات البحث المتواصل، أن تشكل الشبكة، بدأ أول مرة بأن قام شخص باالتغرير بأحد التلميذين المولودين في 2002، أمام الثانوية الإعدادية، واستدرجه إلى ممارسة الجنس معه بمقابل مالي لا يتعدى 100 درهم، ثم سلم رقمه لشخص آخر، مهووس بدوره بممارسة الجنس المثلي مع القاصرين، الذي سلم بدوره الرقم إلى شخص ثالث، وهكذا دواليك نشأت شبكة، وصارت اللقاءات تحتضنها بيوت وشقق مفروشة معدة لذلك.

وتتابع جمعيات حقوقية هذه القضية، منذ تفجرها أول مرة، إذ سبق لمركز أدرار لحماية الطفولة بجهة كلميم وادنون، أن ندد بالاعتداءات السافرة في حق الطفولة، مشيرا إلى أن تلك المناطق النائية تحتاج إلى مراكز لحماية الطفولة لأن غيابها له تأثير كبير على مستقبل الطفولة، داعيا وزارة التربية الوطنية إلى تبني مقاربة التربية الجنسية لأن من شأنه الحد من ظاهرة التغرير بالقاصرين ودفعهم إلى ممارسة الجنس مع الراشدين مقابل دريهمات.

المصدر : تيلكيل بالعربية