28 مارس، 2024

دق مهنيون في قطاع السياحة وناشطون جمعويون ناقوس الخطر بسبب التهديد المتربص بالوحدات والمناطق السياحية وسط مدينة الدار البيضاء، جراء استمرار انتشار أسطوانات غاز البوتان من الحجمين الصغير والكبير التي يستعملها باعة الوجبات السريعة بشكل عشوائي، إذ يعمدون إلى تشغيل أفرانهم بجانبها، ما يعرضها للانفجار في أي وقت.

جولة وسط المدينة تكفي لرصد انتشار كثيف لباعة الوجبات السريعة والبطاطس التركية والمكسرات على طول شارع محمد الخامس، بالقرب من “مارشي سنترال” ونقابة السياحة، وبالقرب من مطعم “ماكدونالدز”، وفي الواجهة الخلفية لفندق “حياة ريجنسي”، يستعملون غاز البوتان بشكل عشوائي، وبدون أخذ تصريح لاستعمالها أو الالتزام بشروط السلامة، وهو ما يتضح بشكل جلي في شريط يوثق للموضوع.

وقال مصدر مسؤول من هيئة السياحة بالدار البيضاء، المتمركزة في شارع محمد الخامس، إن المهنيين لفتوا انتباه المسؤولين المحليين والجهة جراء انتشار ظاهرة الباعة المتجولين، واستعمالهم لأسطوانات غاز صغيرة الحجم بجانب وحدات سياحية يرتادها كبار الشخصيات العالمية والمحلية، وتحتضن كبريات المؤتمرات الدولية.

واعتبر المصدر ذاته أن الحملة الأخيرة التي تمت بأمر من ولاية الدار البيضاء بساحة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أدت إلى إعادة انتشار الباعة المتجولين وبائعي الوجبات السريعة، التي يتم طهيها في عربات لا تتوفر فيها شروط السلامة، بشارع محمد الخامس، بمحاذاة مطاعم أمريكية ومغربية يرتادها السياح والبيضاويون.

رئيس جمعية أولاد المدينة، موسى سيراج الدين، قال بدوره في تصريح لهسبريس إن “استمرار أنشطة باعة الوجبات السريعة التي يتم إعدادها في أفران تشتغل بواسطة أسطوانات غاز صغيرة الحجم يهدد سلامة مرتادي شارع محمد الخامس وامتداد شارعي آنفا والجيش الملكي، بل ويهدد سلامة نزلاء أكبر فندق في المنطقة، يتوجه إليه كبار الشخصيات، سواء المغربية أو الأجنبية، بسبب وجود هؤلاء الباعة المتخصصين في إعداد الوجبات السريعة والبطاطس التركية على بعد أقل من مترين من الواجهة الخلفية لهذه الوحدة، وعلى بعد 6 أمتار من الحائط الفاصل بين المدينة القديمة ووسط العاصمة الاقتصادية”.

وأضاف المتحدث ذاته: “بعد الحملة التي قامت بها السلطة المحلية التابعة للملحقة الإدارية الثانية تفاقمت الأمور بسبب العشوائية التي تمت بها العملية”، مضيفا: “نحن نطالب وزارة العدل بفتح تحقيق في التجاوزات التي يرتكبها قائد الملحقة الثانية، ونحمل المسؤولية لوالي الجهة”.

مصدر من ولاية الدار البيضاء أكد في تصريح لهسبريس أنه سيتم التعامل بحزم مع موضوع الباعة الجائلين الذين يستخدمون أسطوانات الغاز، التي يمنع استعمالها في غياب مجموعة من معايير السلامة والشروط القانونية التي يتوجب توفرها في المحلات التجارية وفي أصحابها، معتبرا أن استعمال هذه الأسطوانات من طرف باعة عشوائيين يمنعه القانون، بسبب تهديدها لسلامة المارة والسياح على حد سواء