19 أبريل، 2024
رصدت صحيفة “الصباح”، نجوما مغاربة، بين أمسهم واليوم، مسلطة الضوء على ما تعكسه النجومية من تغيير على ملامح وشكل وهيئة الفنان.
وفي عددها ليوم الثلاثاء 15 مارس 2017، أعدت الزميلة نورا الفواري ورقة ترصد فيها حاضر عدد من نجوم الفن المغاربة، مع إطلالة خفيفة على ماضيهم الذي منه انطلقوا ليصلوا إلى ما هم عليه الآن.
شوقي… من نادل إلى “عالمي”
قبل
ولد أحمد شوقي لعائلة بسيطة تتحدر من تطوان. وكانت بداياته في عالم الفن من خلال إحياء حفلات الزفاف ضمن إطار العائلة و”الحومة” و”الدرب”، قبل أن يؤسس رفقة مجموعة من أصدقائه فرقة ناشئة أطلقوا عليها اسم “بالوما”.
وبعد سنوات من المحاولات الفاشلة لصنع اسم في الساحة الفنية، قرر شوقي، وعلى غرار العديد من الشباب المغاربة الحالمين بمستقبل أفضل، مغادرة البلد متوجها نحو إسبانيا، حيث أقام بطريقة غير شرعية، واشتغل في العديد من المهن البسيطة، من بناء وحمّال إلى نادل في مقهى.
بعد
سيفتح لقاء أحمد شوقي بابن مدينته وجاره نادر خياط، الموزع والمنتج الموسيقي المعروف في العالم باسم ريدوان، أبواب السعد أمامه، إذ بعد إلحاح طويل، سيتمكن شوقي من إقناع ريدوان بتبني موهبته الفنية ويطلق معه أول نجاحاته بعنوان “حبيبي آ لاف يو”، ويتعامل، بفضل ريدوان، مع فنانين عالميين بحجم “بيتبول”، قبل أن تتوالى بعد ذلك نجاحاته بداية من “كاينة ولا ماكايناش” إلى “تسونامي”، ويصبح مطلوبا في المهرجانات والحفلات والبرامج الفنية، سواء داخل المغرب أو في بلدان العالم العربي.
ورغم أن الجميع يعرف تماما أن ريدوان كان وراء النجاح الذي حققه شوقي، إلا أن الأخير يصر في العديد من تصريحاته على أن ينسبه إلى إصراره الكبير على تحقيق طموحه مهما بلغت تعاسة واقعه.
الداودية… النجومية بعد سنوات الضياع
قبل
تحدر زينة الداودية، نجمة الأغنية الشعبية، من حي مولاي رشيد بالدار البيضاء لأسرة فقيرة.
قبل أن تدخل ميدان الغناء، كانت تمارس لعبة كرة القدم بين أبناء “الحومة”، وفي الوقت نفسه، لا تفوت فرصة للمشاركة في عرس أو “ختانة”، للتعبير عن مواهبها الفنية الدفينة. والدها عارض دخولها مجال الفن فهجرت بيت الأسرة لتهيم في الشوارع وتبيت في “الكراجات” وتشتغل نادلة في المقاهي و”الكباريهات” الحقيرة، مقابل مبالغ بسيطة بالكاد تسد رمقها.
بدأت الشابة زينة، كما كانت تعرف في البدايات، بأداء أغنية “الراي”. لكنها وجدت ضالتها في الأغنية الشعبية التي قررت أن تدخل غمارها وتنافس فيها بقوة، بعد أن فهمت بأنها “كا تدخل ميمّي” أكثر.
أبواب الحظ ستنفتح في وجه زينة بفضل الفنان والنجم الشعبي سعيد الصنهاجي، الذي أعجب بصوتها كثيرا حين سمعها أول مرة، وعرّفها على صديق منتج، وأوصاه بها خيرا، متنبئا لها بمستقبل فني زاهر. وهو ما كان فعلا. تعلمت زينة العزف على الكمان، وغيرت اسمها من الشابة زينة إلى زينة الداودية تيمنا بلقب عبد الله الداودي، وهو ما جر عليها الكثير من المشاكل معه. ستتمكن الداودية من فرض اسمها في الساحة بعد سنوات الضياع التي أمضتها “متلاوطة” في الشوارع. توالت نجاحاتها وجولاتها وسهراتها الفنية وإعلاناتها التلفزيونية التي وصل مبلغ تعويضها عنها 300 مليون سنتيم بالتمام والكمال.
وتملك زينة اليوم العديد من الشقق، وضيعة في منطقة “ولاد صالح”. أما تنقلاتها، فلا تتم سوى عبر سيارتها “الرانج روفر” الفارهة.
الداودي… “البنادري” الذي أصبح “عندليبا”
قبل
بدايات عبد الله المخلوق، المعروف في الوسط الفني بعبد الله الداودي، كانت من خلال فرقة شعبية تدعى “نجوم السمر”، التي كان واحدا من أعضائها، يعزف على آلة الإيقاع (بنادري)، قبل أن يعمل بعد سنوات من “التدرديف” مع نجم الأغنية الشعبية آنذاك مصطفى بوركون، الذي أعجب بصوته، فشغّله مردّدا ضمن “الكورال”، ثم يؤسس بعد ذلك فرقته الخاصة.
يتحدر الداودي من عائلة فقيرة من منطقة سباتة، التي يطلق عليها البيضاويون “04”. غادر مقاعد الدراسة في سن صغيرة ليتفرغ ل”الكمانجة” التي نقلته من حال إلى حال.
بعد
بعد العديد من الألبومات العادية، سيبتسم القدر إلى الداودي في 2000، حين ستعرف أغنيته “عيطة داودية” نجاحا وانتشارا كبيرين، مما سي
مكنه من تكريس اسمه واحدا من نجوم الأغنية الشعبية الجدد الذين ينافسون بقوة على الساحة، ويتخذ لنفسه لقب “عندليب الأغنية الشعبية”. توالت المهرجانات والحفلات والمشاركات في الأعراس والسهرات خارج أرض الوطن، وتوالت معها الأموال أيضا، لينتقل الداودي من حياة الشظف إلى حياة العز. وهو اليوم
يملك فيلا بالمحمدية إضافة إلى مشروع يصنّف ما بين “القهوة” و”المحلبة”، إضافة إلى مشروع آخر في الولايات المتحدة الأمريكية التي حصل على جنسيتها أخيرا، تقول المصادر.
باطما… من “الحي” إلى قصور البحرين
قبل
تنتمي دنيا باطما إلى عائلة فقيرة ماديا لكنها ثرية فنيا، فهي سليلة عائلة باطما الشهيرة، التي خرّجت إلى الساحة الفنية العربي باطما، نجم وأحد رواد مجموعة “ناس الغيوان” الأسطورية، والسي محمد باطما، صانع أمجاد فرقة “لمشاهب”  وواحد من أهم رموزها.
تتحدر دنيا، وهي ابنة حميد باطما، العضو السابق في مجموعة “مسناوة” قبل أن ينتقل إلى “ناس الغيوان” في نسختها “المشوّهة”، من الحي المحمدي، أحد الأحياء الفقيرة بالعاصمة الاقتصادية، إذ رأت النور ب”بلوك السعادة” قبل أن تنتقل رفقة أسرتها إلى حي سيدي مومن، أحد الأحياء الهامشية بالعاصمة الاقتصادية التي لا تقل فقرا وهشاشة.
تعرف الجمهور على دنيا باطما في إحدى دورات برنامج “استوديو دوزيم”، الذي أقصيت منه في مرحلة مبكرة رغم أنها كانت من أهم الأصوات المشاركة، قبل أن يتعرف عليها الجمهور العربي العريض في الموسم الأول من برنامج اكتشاف المواهب العربية “أراب أيدول” على “إم بي سي 1”.
بعد
فتحت مشاركة دنيا في “أراب أيدول” أمامها أبواب الشهرة والنجاح. ورغم أنها لم تفز باللقب، إلا أنها فازت بحب جمهور كبير، خاصة في بلدان الخليج. انتقلت دنيا، مباشرة بعد نهاية البرنامج، من المغنية الهاوية المشاركة في برنامج لاكتشاف المواهب، إلى المطلوبة رقم 1 في أعراس العائلات السعودية والقطرية والبحرينية المعروفة.
وفي مدة قصيرة جدا، ظهرت نعمة “البيترو دولار” على دنيا التي خضعت للعديد من عمليات التجميل التي غيرت شكلها بالكامل، قبل أن تتزوج بمدير أعمالها البحريني محمد الترك، ثم تصبح شاغلة الدنيا والناس من خلال صور قصرها “العامر” بالبحرين التي تنشرها على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وصالونها الباهر وسياراتها الفارهة ومجوهراتها الثمينة.
المصدر : مدي1تفي.كوم