16 أبريل، 2024

حطت، مساء أمس الثلاثاء (16 يونيو)، ثلاث طائرات في مطار تطوان (سانية الرمل)، قادمة من مطار اسطنبول، وعلى متنها 313 مغربيا، من بينهم أطفل ورضع وشيوخ، كانوا عالقين في تركيا، وهي الرحلات التي تم تسييرها في إطار عملية إعادة المغاربة العالقين في الخارج بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

وكان على متن هذه الرحلات الثلاث، التي كانت تقل على التوالي 102 و104 و107 راكبا، مواطنون مغاربة ممن كانوا عالقين في مختلف المدن التركية، حيث تمت مراعاة الظروف الإنسانية في تحديد المستفيدين من هذه العملية.

العزل الصحي في تمودا باي

وجرت العملية في احترام تام للتدابير الاحترازية والبروتوكول الصحي المعمول به، وذلك تحت إشراف المصالح المعنية في المطار.

لدى وصولهم، قام المستفيدون من العملية، والذي كانوا يرتدون الكمامات الواقية، بالإجراءات الجمركية واستعادة أمتعتهم بطريقة سلسلة ومنظمة، وفي احترام مسافة الأمان، كما توفر عدد من أجهزة توزيع المطهرات الكحولية بمرافق مطار سانية الرمل.

إثر ذلك، انتقل المواطنون المغاربة على متن عدة حافلات نحو مؤسسات فندقية في الشريط الساحلي تمودا باي التابع لعمالة المضيق-الفنيدق، حيث خضعوا لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وسيقضون فترة العزل الصحي وذلك في امتثال صارم للبروتوكول الصحي المعمول به مع توفير كامل ظروف الراحة والعناية اللازمة.

مخطط لاستئناف الأنشطة المطارية

وأكد مدير مطار تطوان سانية الرمل، حسن الليموني، أن المطار استقبل اليوم 3 رحلات جوية قادمة من مطار اسطنبول في تركيا، في إطار عملية إرجاع المغاربة العالقين بالخارج، مبرزا أن العملية جرت في احترام تام للتدابير الاحترازية والبروتوكول الصحي المعمول به، وذلك بمشاركة كافة المتدخلين من السلطة المحلية والأمن الوطني والدرك الملكي والجمارك والأطر الطبية لوزارة الصحة.

وأبرز أن المكتب الوطني للمطارات وضع مخططا لاستئناف الأنشطة المطارية في أحسن الظروف وتوفير ظروف استقبال سليمة وآمنة ومسار صحي للمسافرين لاسترجاع ثقة مختلف الأطراف في الخدمات المرتبطة بالنقل الجوي، متوقفا عند توفير أدوات التعقيم والحواجز الشفافة بمكاتب التسجيل والختم والتشوير لتحديد المسارات وترسيخ التباعد الاجتماعي.

واستفاد العاملون بالمطار من تكوين في مجال تدبير هذا النوع من العمليات، كما تم تعزيز الموارد البشرية لخفض المخاطر الصحية وتسريع وتيرة القيام بالإجراءات الجمركية والإدارية، وتمت الاستعانة بالكاميرا الحرارية لقياس ورصد ارتفاع درجة حرارة المسافرين، والحرص على ضمان إجراءات التباعد المادي بين الراكبين.

إجراءات استثنائية في المطار

من جانبه، أبرز المندوب الإقليمي بالنيابة لوزارة الصحة في تطوان، عبد النور بولعيش، في تصريح للصحافة، أن المصالح الصحية حرصت على القيام بعدد من الإجراءات على مستوى المطار لاستقبال المغاربة القادمين من بينها المراقبة الصحية لحالتهم، وقياس درجة حرارتهم ورصد الأعراض البادية عليهم.

وأضاف أن القادمين سيخضعون لتحاليل كوفيد 19 للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا المستجد، مضيفا أنه سيتم إبقاؤهم في الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم الصحية والبدنية قبل السماح لهم بالالتحاق بأسرهم.

شكر وامتنان

وفي تصريحات للصحافة، أبدى عدد من المغاربة العائدين من تركيا سرورهم بالعودة إلى الوطن الأم، معربين عن شكرهم وامتنانهم للملك محمد السادس على هذه المبادرة الكريمة والعناية التي يوليها إلى رعاياه.

كما أشاروا إلى أن رحلة السفر، التي امتدت على حوالي خمس ساعات، جرت في ظروف جيدة، مشيدين في هذا الصدد بالجهود التي بذلتها المصالح القنصلية المغربية بتركيا وكافة السلطات المتدخلة في مطار تطوان سانية الرمل لضمان مرور العملية في أفضل الظروف.

يذكر أن المئات من المغاربة العالقين بالخراج عادوا إلى أرض الوطن على متن سلسلة من الرحلات الجوية انطلاقا من الجزائر ومن منطقة الأندلس ومدريد وبرشلونة وجزر الكناري بإسبانيا، على أن تتواصل العملية لتشمل بلدانا أخرى خلال الأيام المقبلة.

وتعتمد جميع هذه العمليات نفس البروتوكول الصحي، حيث سيتم إجراء اختبارات للكشف عن الفيروس عند الوصول، فضلا عن الدخول في حجر صحي لمدة تسعة أيام في إطار المتابعة الطبية اللازمة، وذلك بغرض التأكد من أن المستفيدين لن يشكلوا خطرا على أنفسهم وعلى أسرهم وجيرانهم.

هذه العمليات، التي جاءت على إثر مداخلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمام مجلس المستشارين، والتي أعلن خلالها الشروع في عمليات الإعادة، تندرج في صميم الإستراتيجية الشاملة المعتمدة في المغرب طبقا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس .