18 أبريل، 2024

ربما تكون من المرات النادرة أن يتدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، بهذه الصورة في التفاصيل الخاصة باتحاد قاري، بعد تكليف السنغالية فاطمة سامورا أمين عام الفيفا، بتولي الإشراف لمدة 6 أشهر على الكاف، بداية من مطلع أغسطس المقبل وحتى نهاية يناير 2020، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً.

فاطمة سامورا أو المرأة الحديدية كما يطلق عليها، كانت أول سيدة تتولى هذا المنصب الرفيع في الفيفا، نتيجة خبراتها الطويلة في العمل مع الأمم المتحدة، وهو ما يضع عليها أعباء كبيرة في خطوتها المقبلة بالكاف.

وبدأ الأمر بتكهنات من جانب البعض بوجود موقف من الفيفا، تجاه ما يحدث في الكرة الأفريقية، بعد أن تقدم المصري عمرو فهمي سكرتير الاتحاد الأفريقي السابق، بشكاوى للجنة الأخلاق بالفيفا، وأيضًا لجهات رقابية ضد أحمد أحمد رئيس الكاف، فيما يتعلق باتهامات للفساد، ثم جاء المشهد الكارثي في مباراة الترجي والوداد في إياب نهائي دوري الأبطال، وعدم استكمال المباراة وتعطل جهاز الفيديو.

وخضع رئيس الكاف لجلسات تحقيق في فرنسا، وخرج جياني إنفانتينو رئيس الفيفا بتصريحات أكد خلالها تخوفه مما يدور في الكرة الأفريقية، ثم جاء القرار بتعيين سامورا، ولكن السؤال “هل هذا القرار بداية التصحيح في الكاف وإنقاذ الكرة الأفريقية أم أن القرار يبدو طوق نجاة لرئيس الكاف الحالي لتهدئة الأوضاع وثورة الغضب ضد أحمد أحمد؟ 

لجنة أخلاق الفيفا واتهامات الفساد 

يبدو القرار مثيرًا للجدل، خاصة أن اتهامات الفساد المطروحة حالياً على طاولة لجنة الأخلاق والنزاهة بالاتحاد الدولي، تفرض بالطبع التحقيق فيها واتخاذ قرار يناسب هذه الاتهامات إذا كانت صحيحة.

مصادر داخل الكاف أكدت أن اللجنة لن يكون هدفها إشرافياً فقط ومساعدة في تطوير الكرة الأفريقية كما ذكر بيان الكاف اليوم الخميس، بل سيكون رقابيا بجانب التدقيق بخصوص بعض الأمور الإدارية.

وأضافت المصادر “قد يكون الغرض من هذه اللجنة برئاسة فاطمة سامورا، أن تتحفظ على كل الأوراق والمستندات الخاصة بالكاف تمهيداً لقرار يصدر من لجنة الأخلاق بخصوص أحمد أحمد”.

موعد الإشراف وأزمة نهائي دوري الأبطال 

تحدد بداية الإشراف على الكاف يوم 1 أغسطس المقبل بعد حوالي 40 يوماً كاملة رغم الأزمات الإدارية التي يعيشها الكاف في الفترة الحالية.

ويبدو الموعد المحدد بمثابة إبعاد الفيفا وسامورا عن أزمة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الوداد والترجي، بعد قرار إعادتها وشكوى الناديين للمحكمة الرياضية الدولية استنادًا لعدم صحة قرار الإعادة. 

مصير أحمد أحمد.. وتهدئة الغضب 

يبدو مصير أحمد أحمد مثيرًا للجدل بين تهديدات القبض عليه بسبب قضايا الفساد، والبلاغات التي حركها ضده عمرو فهمي. 

ويرى مصدر مسؤول داخل المكتب التنفيذي للكاف، أن القرار بمثابة طوق نجاة لأحمد أحمد لتهدئة الأمور والابتعاد عن المشهد بعض الشيء، وضمان استكمال دورته الانتخابية بشكل طبيعي، خاصة أنه مر حوالي عامين على انتخابه، وسيتبقى له بعد رحيل اللجنة، حوالي عام ونصف. 

اعتراضات اليويفا وصدام قادم 

اعترض الاتحاد الأوروبي بشكل واضح على القرار، مؤكداً في خطاب رسمي أنه سيخلق مساحة لتضارب المصالح بين الفيفا والكاف. 

ويبدو الصدام قادماً فيما يتعلق باتهامات الفساد مع وجود تواصل بين عمرو فهمي ومسؤولين ببعض الاتحادات الأوروبية، من أجل التدخل لتطهير وإنقاذ الكرة الأفريقية.

المصدر : الأيام24